(3)

التاريخ والذكريات

فؤاد عماد عبد السلام

نحن عائلة الدكتور عماد عبد السلام رؤوف عائلة مبنية على الذكريات، وسر سعادتنا هي الذكريات، ويعود ذلك إلى الوالد -رحمه الله- بسب حبه للتاريخ، والتاريخ كله ذكريات، وأجمل الذكريات هي التي كانت مع الوالد.

كنا في كل وقت تقريبًا نسمع والدَينا الدكتور عماد ووالدتي الدكتورة بروين بدري -اختصاصها بالآثار- ما يتعلق بأعمالهم ومشاريعهم، وبالأخص والدي، حيث يروي لنا جميع مشاريع كتبه، منذ كتابتها إلى أن يكملها، فصرنا نعرف جميع كتبه من محتواها، وكيف جمعها، وكيف كتبها.

أجمل الذكريات هي التي كانت في هذه الكتب، ففي كل كتاب كتَبه والدي قصة جميلة عشناها.

وكان والدي -رحمه الله- عند إكمال الكتاب وصدوره يحتفل مع العائلة فكانت تلك من أجمل الأيام.

علّمنا والدي أن نحترم العلم وأهله، فلم أسمع منه إلا كل الاحترام، ومنذ صغرنا يأخذنا إلى جميع مناقشاته لطلبته في الماجستير والدكتوراه.

وكان يرينا معالم بغداد التاريخية التي لم يعرفها أحد سواه، حيث كنا نمشي في بغداد القديمة، ويشرح لنا ما تحت الأرض، وليس ما فوقها، لمعرفته ما هو مدفون من تاريخ بداخلها، فكانت هذه من أجمل الذكريات.

أعطانا والدي -رحمه الله- من العلم والمعرفة، وعلمنا احترام التاريخ، حيث كان يقول: الإنسان بلا تاريخ كالشجرة بلا جذور.

اقرأ أيضًا:

عماد الفنان

ورقة بيضاء