طوفان الأقصى المبارك بعد عام جردة حساب

طوفان الأقصى المبارك بعد عام:
جردة حساب
مِن المَفروض أن يتوقّف كلّ واحدٍ منّا ويُراجع ما فعله لأجل غزة: مجاهدين وحاضنة طيبة مباركة دفعت من موقفها عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، ودفعت ثمنًا باهظًا، فدُمِّرَت المُدن والمخيّمات والمساجد والمستشفيات… ماذا قدّمنا؟
العاطفة مهمة وضرورية ولكنها ليست كافية. فهل قَدَّم الغنيّ ما يستطيع؟ هل قدّم العالِم ما يرفع المَعنويات ويحرّض على الجهاد بالمال والجهْد؟ هل قدّم المربّي والمفكّر والمؤرخ والناشط ما يستطيع؟
ما زالت الحرب الظالمة دائرة وبعنف ووحشية، أفلا نراجع أنفسنا ونقدم ما نستطيع فنعذر إلى الله ولا نكون ممن شهد موسم الجهاد والعطاء ففاته خير كثير لكسل أو بخل أو قنوط لا سمح الله.
ألمٌ وتحسُّر ومناجاة لله؛ فهل هذا يكفي؟ هل نجحنا في بعث الروح الجهادية في شعوبنا؟ هل نجحنا في التواصُـل مع المُؤيِّديـن للحـقّ الفلسطيني؟ هل وقفنا في وجه المنافقين المثبطين والمرجفين الذين لا همّ لهم سوى نصرة العدو المجرم؟ هل بثثنا الوعي الكافي ليعرف العالم حقيقة هذا العدو النازي؟
مليار ونصف من مسلمي العالم لو تحرك عشرة بالمئة منهم (150 مليونًا) لتَغيَّر وجهُ العالَم.
لماذا لم يتحركوا؟ لماذا شعوب مسلمة بأكملها في بعض البلاد لم تستطع إرسال لقمة طعام أو شربة ماء؟
لم يستطع المَلاييـن إيقاف حرب مدمرة على العُزَّل من النساء والأطفال والشيوخ…
أما أهل غزة من المجاهدين المرابطين الثابتين فقد قدموا للعالم كله المثل والقدوة، وأظهر واقعهم أن الإرادة والتعلق بالله والصبر والتوكل حقائق وليست أوهامًا كما يحاول الماديون والملحدون والمنافقون تصويرها للناس.
أحرار العالم انتفضوا وأبدعوا، ولم يكلّوا ولم يملّوا حتى اللحظة.. فهل شاهدتم الآسيويين من اليابان وكوريا وفيتنام يقفون مع المغربيين من أمريكا وإيرلندا وإسبانيا وإيطاليا وبريطانيا، يجوبون عواصم بلادهم يرفعون هتاف “فلسطين حرة من النهر إلى البحر”، سُجنوا ولوحِقوا وضُربوا بأيدي شرطة دول العالم المسمى زورًا وبهتانًا “العالم الحر” ولم يتوقفوا؟
هل شاهدتم الآلاف من الغربيين يدخلون في دين الله أفواجًا لما رأوا من حسن التوكل واليقين بما عند الله؟
ألا نشعر بالخجل ونحن نرى أمتنا تعيش كما لو أن الأمور بخير، وأن النصر سيأتي على طبق من ذهب بلا تضحيات ولا شهداء؟
هل شاهدتم الحكومات تقدِّم للعدو التسهيلات وترسل إليه بالطعام والنفط والسلاح سرًّا وعلنًا دون وازع من خُلق أو وخْزة ضمير؟
هل شاهدتم محطات التلفزة في بلاد عربية تقف إلى صف العدو، تدافع عن جرائمه، وتبث الخبال؟
أما سمعنا بالحفلات الماجنة يراق على جوانبها الشرف، بلا نخوة ولا اعتبار لأرواح تُزهق وبلاد تُدَكّ؟
والمال المهدور يحظى به الماجنون والماجنات بدلًا من أن يذهب إلى غزّة لسد ثغرات كثيرة؟
العدو هدد وتوعد ونشر الخرائط والبلاد؛ هل رد أحد من الحكام على “ترامب” حين طالَب بتوسيع أرض الكيان المحتل؟
ماذا فعلنا غير إصدار بيانات لا تسمن ولا تغني من جوع؟
وأخيرا نقول لمَن قدّم ومَن لمْ يقدّم: {فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره}.
د. صالح نصيرات
______________________________________________________________________________
اقرأ أيضًا:




