مجلة روى العدد السابع

بسم الله الرحمن الرحيم

يأتي العدد السابع من مجلتنا مجلة روى الغرّاء مُكرَّسًا لأرضنا الحبيبة فلسطين، تلك الجرح النابض في قلب الأمة، والمحراب الذي تتوجه إليه القلوب قبل الوجوه، والأرض التي ما برحت تلد الشهداء وتورق بالعزّة رغم الحصار والجراح.

وقد رأت أسرة التحرير أن تخصَّ هذا العدد بتأبين الأرض المباركة وأهلها المرابطين، وأن تُسهم بما تيسّر من القلم في حمل الأمانة التي لم تَغِب عن وجدان الأمة، فانتدبت لذلك ثُلّةً من خيرة الكتّاب والباحثين الذين اجتمعوا على كلمةٍ واحدة: أنّ فلسطين ليست قضيةً تُروى، بل روحٌ تُستعاد.

جاء تقديم العدد بقلم رئيس التحرير الأستاذ عمر السنوي بعنوان: النكسة المعكوسة وميلاد الوعي الجديد، مُجليًا الحقيقة حول ثمار الطوفان التي ستحصد ولو بعد حين.

ثم تلى المقدّمةََ قسمُ الدراسات المتينة التي خطّتها أيدي أمهر الباحثين في مجالاتهم، فكتب الأستاذ عامر ممدوح دراسةً مقارِبةً مقارنةً تصل ماضينا بحاضرنا وتُبيّن أسباب النكسة المتكررة، ثم عرّب رئيس التحرير الأستاذ عمر السنوي مقالةً للدكتور جون جوزيف ميرشايمر أستاذ العلوم السياسية في جامعة شيكاغو، وأحد مؤلّفي كتاب اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة، الذي عُدَّ من الكتب الأكثر مبيعًا حسب جريدة نيويورك تايمز لعام 2007م.

ثم لحقه قسم المقالات، وهو القسم الأوسع حضورًا في العدد، إذ تفنّن فيه الأفاضل بجياد معلوماتهم ودقّة معارفهم وجمال أفكارهم.

ودبّج الكرام الدكتور ضياء الدين الصالح والدكتور كهلان الجبوري والشيخ سامي مصطفى والدكتور كريم نفادي والأستاذ حسام أيوب مقالاتٍ عدة في فضح الخطاب الملبّس على العامة، الذي يُخذِّل المقاومة ويُثبِّط كلَّ من يدعمها ولو بكلمة!

ودوّن الأستاذ إلياس القاسمي مقالة بحثية بعنوان: مشروعية المقاومة في القوانين الدولية، مبيّنًا أنّ فعل المقاومة أقدم وجودًا من كل الشرائع والأديان.

وكتب الدكتور عمار مرضي علاوي والدكتور صالح نصيرات والأستاذ قرداشي محمد عز الدين والأستاذ عبدالعزيز الجميلي والأستاذ محمد زياد فناطسة كلماتٍ في استشراف النصر القادم وبيان واجبنا تجاه المقاومة.

ولم يَفُت المجلة بيانُ موقف الإعلام العالمي من القضية، فخُصّصت مقالة بعنوان الإسناد الإعلامي المرئي لعملية طوفان الأقصى، بقلم مدير التحرير الأستاذ سلطان صلاح، منوهًا بفضل الإعلاميين في نقل الصورة الصادقة.

كما كتب الأستاذ محمود حسان عسكر مقالة عن نظرة إعلام العدو لطوفاننا المجيد، وكتب الأستاذ عبدالله العنزي نقدًا لاذعًا للمشروع الصهيوني في ضوء فكرهم ومعتقدهم الديني، وكتبت الاستاذة ضحى الجبوري في بيان أهمية المقاطعة وتأثيرها.

وتضمّن قسم مراجعات الكتب مراجعتين متميزتين:

مراجعة لرواية عائد إلى حيفا لغسان كنفاني بقلم الكاتبة فاطمة زياد بايددة.

ومراجعة لرواية الشوك والقرنفل للقائد يحيى السنوار بقلم الأستاذ أسامة فاضل.

وجمع قسم النصوص الأدبية أروع القصائد والنصوص في رثاء القادة الأبطال ونصرة الأحرار في فلسطين، وكانت غُرّة النصوص قصيدتَي الشاعرين الكبيرين الدكتور وليد الصرّاف والدكتورة كوكب البدري، إضافةً إلى بقية الأصدقاء الأدباء.

وقد تضمّن القسم إضافةً بديعةً لابنة مدير التحرير روى عمر السنوي، وهي تخطّ أولى بداياتها القصصية، متكلّمةً بلسان جميع من كتب في العدد: “فلسطين تنتصر!”.

تحميل مجلة روى العدد السابع

كلمة التحرير:

ها هي مجلة روى قد استوفت خمسة أعوام منذ انطلاقتها الأولى، وقد كانت مجلة فصلية في عامها الأول، فأصدرت أربعة أعداد، ثم ما لبثت أن أصبحت شبه سنوية، لأنها مجلة مستقلة غير ربحية، والقائمون عليها متطوّعون غير متفرّغين، والعمل في هذا الحقل الخطير بحاجة إلى دعم وتعاون، ولكن العزائم لم تنقطع، والإصرار لم يبرح نفوسنا، لا سيما في ظل الماجريات التي تمس أوطاننا وشعوبنا وتهدد أمّتنا العربية والإسلامية، فكان ذلك حافزًا إضافيًا للمضي في هذا المشروع الثقافي النبيل.

وإننا إذ نُقدِّمُ للمتابعين الكرام هذا العددَ المختص بالقضية الفلسطينية، فإننا نبشّرهم بأنه عدد لم يُعمل على مثاله، ولم يُنسَج على منواله، فقد تميّز بمحتواه المتنوّع والجريء والجديد، فلا تخلو أي مادة من مواده من أحد هذه المميزات الثلاث أو جميعها. ولعل في هذا سلوان لمن استبطأ صدور العدد.

ولا بد أن نسجّل شكرنا الجزيل للعلماء والباحثين والكتّاب والأدباء الذين أرفدوا هذا العدد بحُرّ أفكارهم ودقائق علمهم وجميل إبداعهم. سائلين الله أن يحسن جزاءهم، ويعلي أقدارهم.

كما نسأله تعالى أن ينصر أمتنا في قضاياها العادلة، وأن يخذل أعداءها من الداخل والخارج، ويرد كيدهم ومكرهم، وأن يستعملنا دومًا في خدمة هذه الأمة، ويكتب أجرنا، وينفع بجهودنا.

أسرة التحرير

محتويات العدد: