العدد الأولنصوص أدبية

قدوم خير الناس

 

في الْتماسٍ قدومًا خيرَ إِنْسِ
فتراهم على العوالي قيَامًا
حُجبتْ شمسُهُم فَردَّ عليهم
في اشتياقٍ حتَّى إذا طَلَّ ظِلٌّ
من محبٍّ يهوى قدومَ بعيدٍ
تحسبُ العينُ أنهُم قد تُوفُّوا
يَغتَلي فيهمُ ارتيابُكَ حتَّى
حُلُمٌ راقَ للصِّحَابِ طويلًا
وإذا طارفٌ يلوحُ على الأفْـ
يَا أَبَا القَاسمِ المُفدَّى أغثنَا
ضُمَّنَا، ضُمَّنَا إليكَ فإنَّا
كانَ يومًا من النعيمِ فريدًا
يَا رَعَى اللهُ مَا أَصبَحَ منهُ
قريةٌ لا تُرامُ في الأرضِ صَاَرتْ
أَصبَحَتْ درَّةَ البلادِ وَأَمسَتْ
كَانَ حلْمًا منَ الخيالِ جَميلًا
فإذا النورُ نبضُها فيضَ صبحٍ
بلغَ النجمَ نورُهَا، وتباهى
فكأنَّ الرَّفيفَ في مسرحِ النُّـــ
كَسَنَا البرقِ إنْ منَ الضوءِ لَحْظًا
ومغانٍ على الدِّيَارِ وِضَاءٌ
فالثُّـرَيَّا مُـضـيئةُ والجَـوَاري
طَلَعَ الصُّحبُ في مراسِمِ عيدٍ
ذي ديَارٌ تروقُ سُكنَى كَخُلْدٍ
ليسَ تاريخُهُم لمن يَتَسَلَّى
كَانَ دَرسًا منَ الحَضَارَةً؛ رَمزًا
ذا أَبو بَكرٍ المُفدِّي نَبيًّا
يَا صروحًا منَ التُّقَى شَامخَاتٍ
بينَ أوسٍ وخرزجٍ إذْ تآخوا
حينَ وَافَى (محَمَّدٌ) دَارَ صَحبٍ
طلع البدرُ علينا من ثنيات الوداع

رامَ صحبٌ تشوفًا خير أُنْسِ
قَد أداموا تَشوقًا فَجرَ شَمسِ
نورَهَا كلُّ ثاقبِ الرأيِ نَطْسِ
لحبيبٍ تهفو إليهِ كلُّ نفسِ
وشغوفٍ، مدَنَّفٍ قيدَ حبسِ
من شغافٍ يُصيبُ صَبًّا بمَسِّ
تتـقـرَّاهـم يـداكَ بِـجَـسِّ
وهْو في عَتمةِ الخَيَالِ المُنَسِّي
ـقِ لحوحًا على اغترافٍ، وقبسِ
بعَطَاءٍ منَ السَّمَا ليسَ يُنسي
قد عزمنَا فِدًا بمَالٍ وَنَفسِ
إذْ يدواي اللِّقَاءُ أسقامَ بؤسِ
وَسَقى نـــورَهُ الحَيَا ما يُمسِّي
تُمسِكُ الأرضَ أن تِميدَ، وتُرسي
في قــــدومٍ لأحمدَ دَارَ أُنْـسِ
فَصَحَا القلبُ من طيوفٍ وَهَجسِ
وإذا يثربٌ بها نورُ شمسِ
بينَ بغدادَ في العرَاقِ، وقدسِ
ــــورِ تلالٌ مُطرَّزاتُ الدِّمقسِ
لَمَحَتْهُ العيونُ من ذرِّ قَبْسِ
لم تجدْ للعَشيِّ مكرورَ طَمسِ
يَتَـبَاهَـيْنَ فيـهِ أقمـارَ أُنْـسِ
في ابتهاجٍ كموكبٍ يومَ عرسِ
وَجَنَىً دَانيًا كعنقودِ غرسِ
كَانَ دَرسًا بهجرَةٍ؛ أَيَّ دَرسِ!!!
تَضحيَاتٍ منَ الأُلَى؛ مَا يؤسِّي
ذا نوَاةٌ قَد أَثمَرَتْ خَيرَ أُسِّ
يَا صِحَابًا إذْ نَاصروا خَيرَ إِنسِ
مَعْ قَادمٍ منْ يَثربٍ؛ دَارِ عُرْسِ
بَاتَ كُلٌّ مُردِّدًا ذَاتَ جَرْسِ:
وجب الشكر علينا ما دعا لله داع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى