نصوص أدبية
نوائب الدهر

نوائب الدهر
عبد الرحمن الحمداني
شاعر عراقي
ولأنّ نُصرةَ فلسطين واجبةٌ علَينا، فما لي غير النُّصرةِ بالكلمةِ، ولِعِلْمي أنّ هذه القِطعة ليستْ بالعالِية نظمًا، ولا الحسنة بيانًا، وأنّ صاحبَها ليس بالفحل الخنذيذ، ولا الفارس الصنديد، إلا أنه ابنُ أمَّةِ الكتُب والكَتائب، وهذه لِمَن تُغني أفعالُهم عن أقوالنا، ولكنْ عسَى أنْ يكونَ للكلمةِ أثرًا. نصَرَ اللهُ أهلَ غزَّة وربَط على قلُوبهم وسائرَ بلاد المسلمين.
| نوائبُ الدهر لا تُبقي ولا تذرُ | وعادةُ الحزن في العُشّاق يشتهرُ | |
| يا دار سلمى وما في الربع آهلهُ | والعين عينٌ ومنها الدمع ينهمرُ | |
| وقفتُ فيها حزيناتٌ معالمُها | تكاد تذرفُ لولا أنها حجرُ | |
| ورُبّ ضبيةِ بانٍ في مناظرها | سيوف قومي وخلف البرقعِ القمرُ | |
| آمنت بالحسن كم أحيا مهامهنا | وآيةُ الحُسن إحياءً لمن قُبروا | |
| فرشفة الريق للألبابِ مسكرةٌ | تُرجى ورودًا ولا يرجى لها صدرُ | |
| وما عبوسٍ بيوم الروع مدّرعٍ | يطالب الثأر فيه الحقدُ يستعرُ | |
| أعد للحرب (بسم الله ناصرنا) | وفي اليمين يُرى الصمصامةُ الذكرُ | |
| وجرَّ للكفر والأيامُ شاهدةٌ | سحائبَ العزّ فيها الموتُ لا المطرُ | |
| وأشهرَ السيفَ فيهم يبتغي وطرًا | فلا وقوفَ إلى أن يقتضى الوطرُ | |
| وما الملوك إذا قيسـو بهمّتهِ | إلا كلابًا ولكن جلدها بشرُ | |
| وما اليهود وقد راموا محاربةً | إلا قبورًا وفي (إيلات) تحتفرُ | |
| يشبّ فيهم لهيبًا من مدافعهِ | أو الفؤاد فما فرقٌ لمَن وتِروا | |
| ويترك الأرض أطلالًا مخرّبةً | أحلى إلى العين من قصرٍ بهِ قصِروا | |
| يخطّ في الجوّ من نفّاث مدفعهِ | أحلا وأبهر مما خطّتِ الزُبرُ | |
| الحربُ لعبتهُ والنارُ عُدّتهُ | ويتّقي بأسه الضرغامة النمرُ | |
| أشدُّ من طرف سلمى حين ترفعهُ | إلى الأنام عليلًا أو بهِ حَورُ | |
| نوائبُ الدهر لا تُبقي ولا تذرُ | وعادةُ الحزن في العُشّاق يشتهرُ | |
| يا دار سلمى وما في الربع آهلهُ | والعين عينٌ ومنها الدمع ينهمرُ | |
| وقفتُ فيها حزيناتٌ معالمُها | تكاد تذرفُ لولا أنها حجرُ | |
| ورُبّ ضبيةِ بانٍ في مناظرها | سيوف قومي وخلف البرقعِ القمرُ | |
| آمنت بالحسن كم أحيا مهامهنا | وآيةُ الحُسن إحياءً لمن قُبروا | |
| فرشفة الريق للألبابِ مسكرةٌ | تُرجى ورودًا ولا يرجى لها صدرُ |





