مقالات

قال لنا اليوم السابع

قال لنا اليوم السابع

 

كان السبت لليهود عيدًا أداروا فيه الكأس ليلًا طويلا، حتى طلعت عليهم كتائب المجاهدين فجْر السابع من شهر أكتوبر وسقتهم من الرصاص سجِّيلا، غصّت به نفوسهم واحترقت به قلوبهم وانقلب سرورهم ثبورًا وقضى الله أمرًا كان مفعولا.

وعاشت جماهير المسلمين في أصقاع العالم بعثةً محمدية جديدة، وفتحًا مبينًا مجيدا، طُويَت فيه الأزمنة والأمكنة لتجتمع بالقائد الأول محمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتُردِّد وراءه بصوتٍ عالٍ هزَّ الكون كلّه: «اللهُ أكبرْ، خربتْ خيبرْ»، ثم قال: «إنَّا إذا نزلنا بساحةِ قومٍ فساءَ صباحُ المُنذَرينَ».

إننا إذ نحتفي بهذا اليوم الأغرّ في جبهة تاريخنا الإسلامي المعاصر التي سوَّدتها أيدي الظلم والذل، نمتثل قول الله تعالى في كتابه العزيز: {وذكرهم بأيام الله إن في ذلك لآيات لكلِّ صبار شكور}.

وسياق الآيات في هلاك فرعون الظالم الذي {حشر فنادى فقال أنا ربكم الأعلى}، استعلى على الضعاف بحلفائه وجيوشه الذين حشرهم -أي جمعهم- وما يُجبى إليه من الثمرات والضرائب، فأهلكه الله في يوم مشهود، ودعا نبيُّنا الكريم والنبيُّ موسى -عليهما السلام- إلى التذكير بهذا اليوم، فلا أحد أشبه بفرعون من إسرائيل التي حشرت أمريكا وإنجلترا وحلفاء الشيطان الظاهرين والمستترين.

وكلُّ يوم يذوق فيه هذا الكيان الظالم الإرهابي الموتَ ويَنتصر فيه المظلومون، هو يومٌ من أيّام الله المشهودة التي وجب التذكير بها والتنويه بها لما في ذلك من شكر لله على نعمه لنا، ولما فيه من بعثٍ لروح الصبر في نفوس المجاهدين المرابطين على أرضنا الإسلامية المقدسة، حتى يحصل النصر المراد؛ لذلك خُتمت الآية بـ: {إن في ذلك لآياتٍ لكلّ صبّار شَكور}.

وكذلك هو يوم السابع من شهر أكتوبر المجيد، أورى في دواخلنا العزة التي كادت أن تنطفئ، وأحيا فينا محمدًا رسولَ الله وأبا بكر وعمر وعثمان وعليًّا والحسين و خالدًا والمقداد والعربي بلمهيدي وعمر المختار وعبد الكريم الخطّابي وكلّ مجاهدٍ وشهيدٍ ضحّى بالنفس والنفيس من أجل إخماد نار الظُلم، وإنارة العالم بنور الحُب والسلام والتراحم والإخاء ونصرة المظلومين.

قال لنا يوم السابع من شهر أكتوبر: إنّ الأمل في تحرير أرضنا الإسلامية وإعادة أمجادنا قائم لَمّا يَسقط، وإنّ الظلم مهما علا وتجبر فإن للحقّ وأهله شوكة من الله في حلقه.

قال لنا يوم السابع من شهر أكتوبر: إنّ موازين القوى البشرية غير الموازين الإلهية التي أقيمت بالقسط والحق لنصرة المظلومين وإغاثة المستغيثين وإقامة دين الحق “دين الإسلام” في الكون.

تَلا علينا يوم السابع من أكتوبر: {إن تنصروا الله ينصركم}، و{إنا فتحنا لك فتحا مبينا}؛ فإذا بالآيات تسري في الأوصال ونعيشها واقعًا.

إننا -نحن الجيل الجديد- مَدينون للمجاهدين المقاومين المرابطين في أرض غزة العزة، وللسابع من أكتوبر، إحياءَ الإيمان في قلوبنا بكلّ ما تحمله هذه الكلمة من معاني العزة والكرامـة.

وفي الأخير: مِن بدرٍ إلى الطوفان، ومن حمزة إلى هنية ونصر الله وكلّ شهيد على الأرض.. شهيد تلو شهيد.. ركب دامٍ لا ينقطع آخره عن أوّله، غرضه إحقاق الحقّ وإبطال الباطل؛ فصبرًا صبرًا أيها المُجاهدون، وإقدامًا بغَير إحجام؛ فأنتم حياةُ جيلٍ وإن خالَ العدوُّ أنّه يبيدكم. والسلام.

قرادشي محمد عز الدين

___________________________________________________________________________________________

اقرأ أيضًا:

دعاوى المستشرقين في العروض العربي

من شعر الأستاذ عبد الكريم الدبان التكريتي

editor

هيئة التحرير بمجلة روى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى