العدد الثالثنصوص أدبية

يربوننا قبل أن نربِيهم!

يربُّونَنا قبلَ أنْ نربِّيَهم!

 

يربوننا قبل أن نربِيهم!
يربوننا قبل أن نربِيهم!

 

نِعَم الله لا تحصى، والشكر لا يَفي..

كلنا نعرف أنّ علَى الأبناء حقَّ البِرّ بنا، ويجب ألّا ننسى أنّ بِرَّ الآباء بالأبناء يكون أوَّلًا..

لكنّي أملك طفلة ذكية تذكِّرني بنِعَم الله وبحقِّها عليَّ، هكذا مرَّة واحدة: ربَّتني، أعطتني الأجر، وأخذت حقَّها.

تذكِّرني كلّ صباح: اضحكي يا ماما.. ابتسمي..

فأستحي منها قبل نفسي وأنسى ضغوط الحياة وقساوتها بكلمة من طفلة أرتني طريقًا لا أراه وأنا بعهد الثلاثين.

ذكية بملاحظاتها وغيرتها، يأتي تعليقها على انشغالي عنها بأخيها الرضيع بطريقة مزاح حتى لا آخذ على خاطري، وأعود لأستحي منها، فكم من درسٍ ستعطيني يا صغيرتي!

كيف أوفِّيكِ حقَّكِ يا مؤنسَتي؟!

ها أنتِ تبرّينني قبل أن أبرّكِ!

تُذكّرُني بالقُبلة والحضن الدافئ، ولا تعلم أنني بحاجة إليه أكثر منها!

فسُحقًا لدنيا تُلهينا عن أغلَى ما نملك!

أهلًا ببيتٍ مبعثَر يتأخَّر ترتيبه! وتحيا مقولة: الأم الّتي بيتها مرتّب، أمٌّ سيِّئة.

وتبًّا لصحونٍ تَملأ حوضَ المطبخ، وتبًّا.. وتبًّا…

هي لحظات معهم لا تعود، والعمر يركُض، وكلَّما كبُروا يَبتعدون، ولا تبقى سوَى الذكرى.

عهدًا مني يا صغيرتي سأكتبُ ذاكرتكِ كما يليق بكِ وكما تستحقِّين إن شاء الله.

 

 

خاطرة: صفا عاطف

اقرأ أيضًا:

خلف الباب

بيت الشجرة

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى