العدد الثالثمقالات

التعليم في العراق

 (أَسبَابُ تَصَدُّعِ صُروحِهِ.. وَانْتِكَاسُ طُلَّابِهِ)

التعليم في العراق
(أَسبَابُ تَصَدُّعِ صُروحِهِ.. وَانْتِكَاسُ طُلَّابِهِ)

 

إِنَّ الناظِرَ إِلى واقِعِ التَّعليمِ ـ في العِراقِ! ـ مِنْ بَعْدِ (الاحتِلالِ!) ـ عام 2003م وإِلى الآن! ـ؛ سَيَشعُرُ بِخَيبَةِ أَمَلٍ؛ لِعَظيمِ الأَلَمِ، وَيَتَعاظَمُ وَقْعُ هَذهِ الخَيبَةِ على نُفوسِ (المُخلِصينَ) مِنَ التَّربَويِّينَ ـ كِبارًا، وَصِغارًا ـ؛ فَقَدْ رَأَوا ما لا صَبْرَ لَـهُم على احْتِمالِهِ!

وَلَو تأَمَّلْنا ـ مَلِيًّا ـ؛ لَظَهَرَتْ لَنَا ـ جَلِيًّا ـ أَسبابُ تِلكَ (الانْتِكاساتِ!) الَّتِي تَكالَبَتْ على (العَمَلِيَّةِ التَّربَوِيَّةِ)، حَتَّى نَخَرَتْهَا كَـ (السُّوس)، فَلَمْ يَبْقَ ـ مِنْها ـ إِلَّا آثارُ اسْمٍ مُتَهَالِكٍ، لَيْسَ لَهُ مِنْ ذَاكَ الاسْمِ نَصِيبٌ!!

 

 وَلأَجْلِ ذَلِكَ:

لَا بُدَّ أَنْ نُسَلِّطَ الضَّوْءَ على أَهَمِّ تِلْكَ الأَسبابِ، نَسْتَلُّـهَا ـ اسْتِلَالًا ـ مِنْ وَاقِـعِ ما نَـرَاهُ وَنَعِيْشُهُ ـ بَوَصْفِـنا (تَـرْبَوِيِّيْنَ) ـ، بِعَدْلٍ وَإِنْصَافٍ.. بِلَا تَعَدٍّ، وَلَا إِجْحَافٍ؛ فَأَقولُ:

إِنَّ مَنْشَأَ التَّرَدِّيِ العِلْمِيِّ الحَاصِلِ فِي (العَمَلِيَّةِ التَّرْبَوِيَّةِ) ـ بِكُلِّ تَفَرُّعَاتِهَا ـ هُوَ:

1 ـ عَدَمُ الكَفَاءَةِ العِلْمِيَّةِ عِنْدَ (بَعْضِ!) المُدَرِّسِينَ ـ فِي مَجَالَاتِ تَخَصُّصِهِم ـ: وَمِنْ بَابِ الإِنْصافِ؛ فَإِنَّ هَذِهِ الحَالَاتِ لَيْسَتْ كَثِيْرَةً وَلَا قَلِيْلَةً، بَلْ: (نَادِرَةً).. أَقولُ هَذَا لَيْسَ (تَهْوِيْنًا) ـ لِلْمُعْضِلَةِ ـ أَوْ (تَوْهِيْنًا) لَـهَا، وَفِي المُقَابِلِ: لَا نَـرْتَضِي أَنْ تَكونَ (تَـهْوِيْلًا) ـ كَمَا يُصَوِّرُه بَعْضُهُم! ـ؛ فَيَتَّخِذونَهَا ذَرِيْعَـةً وَمُسَوِّغًا لِلإِسَاءَةِ لِلتَّـرْبَوِيِّينَ، وَالطَّعْنِ فِيْهِم؛ فَيَحُطُّونَ مِنْ قَدْرِهِمْ ـ جُمْلَةً، وَتَفْصِيْلًا! ـ، وَيَصِفُونَهُم بِأَلفَاظٍ نَابِيَـةٍ، بَعِيدَةٍ عَنْ الأَدَبِ وَاللِّياقَةِ ـ بِكُلِّ أَسَفٍ! ـ.

وَالَّذِي يَنْبَغِي: هُوَ تَشْخِيصُ الدَّاءِ، بِلَا (إِفْرَاطٍ)، وَلَا (تَفْرِيْطٍ)، وَمَتَى مَا كَانَ النَّـقْدُ مُنْضَبِطًا، وَمَبْنِيًّا عَلى (الإِنْصَافِ)، وَخَالِيًا مِنَ (الإِجْحَافِ)؛ آتَى ثِمَارَهُ الطَّـيِّـبَـةَ المُسْتَسَاغَـةَ، وَمَتَى مَا كَانَ النَّـقْدُ لِأَجْلِ النَّـقْدِ ـ فَحَسْب ـ!، وَلإِشْبَاعِ النُّفُوسِ العَلِيْلَةِ؛ فَإِنَّـهُ سَيَتَلَاشَى، وَلَا يَبْقَى ـ مِنْـهُ ـ إِلَّا (سَوْءَةٌ) لِقَائِلِهِ ـ تُلَاحِقُهُ، وَتُلَاصِقُهُ ـ.

2 ـ غِيَابُ (القُدْوَةِ): كُنَّا نَسْمَعُ ـ وَلَا زِلْنَا ـ: (أَنَّ المُعَلِّمَ هُوَ القُدْوَةُ الحَسَنَةُ لِطُلَّابِهِ)، وَلَا زِلْنَا نَسْمَعُ ـ أَيْضًا ـ: أَنَّ كَثِيْرًا مِنَ الطُّلَّابِ يَتَأَثَّروْنَ ـ تَأَثُّرًا إِيجَابِيًّا ـ بِعَدَدٍ مِنَ المُعَلِّمِينَ، وَرُبَّما تَكونُ لَـهُمْ كَلِمَةٌ مَسْمُوعَةٌ وَمَقْبولَةٌ أَكْثَرُ مِنْ آبائِهِمْ!، وَهَذَا لَمْ يَأتِ مِنْ فَرَاغٍ ـ البَتَّـةَ ـ، وَسَبَبُهُ: هُوَ بُرُوزُ الجَوَانِبِ (الدِّيْنِيَّـةِ، وَالأَخْلَاقِيَّـةِ، وَالمِهَنِيَّـةِ) لِـهَذا المُرَبِي؛ أَدَّى إِلى (انْجِذَابِ الطُّلَّابِ إِلَيْهِ.. وَتَأَسِّيْهِمْ بِهِ.. وَالإِقْبَالِ عَلَيْهِ).

وَفِي هَذَا الجَانِبِ: نَرَى لَهُ وَجْهًا آخَرَ، وَهُوَ أَنَّ هُنَاكَ عَدَدًا ـ لَا يُسْتَهَانُ بِهِ ـ مِنَ (المُعَلِّمِيْنَ) هَدَمُوا صَرْحَ رِسَالَتِهِم النَّبِيْلَةِ بَأَخْلَاقِهِم غَيْرِ النَّبِيْلَةِ!، وَلَم يَعُدْ لَـهُم ثِقْلٌ فِي مَوَازِينِ (حُسْنِ الأَخْلَاقِ، وَشَرَفِ المُهَمَّةِ)، فَانْهارَتْ قِيَمُ الأَخْلَاقِ لَدَيْهِم، وَسَقَطُوا صَرْعَى لِكُلِّ مَا يَشِيْنُ (الدِّيْنَ، وَالخُلُقَ)، مُتَنَاسِيْنَ أَنَّ إِسْلَامَهُم يَأمُرُ بِكُلِّ فَضِيْلَةٍ، وَيَنْهَى عَنْ كُلِّ رَذِيْلَةٍ.. وَبِهَذَا زَهَدَ الطُّلَّابُ فِي عِلْمِهِم، وَأَصْبَحوا أُضْحُوكَةً لِطُلَّابِهِم ـ قَبْلَ غَيْرِهِم ـ!!، وَلَمْ تَعُدْ لَـهُم (هَيْبَةُ المُعَلِّمِ، وَالمُرَبِّي) ـ لِلأَسَفِ ـ، وَهَذَا مِنْ أَهَمِّ أَسْبَابِ تَرَدِّي التَّعْلِيْمِ، وَاللهُ المُسْتَعَانُ.

 

وَهُنَا لَا بُدَّ مِنْ الإِشَارَةِ إِلى أَمْـرَيْنِ هَامَّـيْنِ ـ تَأصِيْلًا، وَبَرِيْدًا ـ:

فَـأَمَّا التَّـأصِيْلُ: فَإِنَّ مِنْ أَسْبابِ صَلَاحِ المُجْتَمَعاتِ: تَأَسِّيَـهُم بِـ (القُدْوَاتِ)..

وَسِمَاتُ (القُدْوَةِ النَّاجِحِ): أَنْ يَكونَ (صَالِحًا، مُـخْلِصًا، ذَا خُلُقٍ، صَادِقًا، صَابِرًا، حَكِيْمًا، رَفِيْقًا).. وَخَيْـرُ القُدْوَاتِ: هُوَ (المَعْصُومُ) رَسُولُ اللهِ صل الله عليه وسلم، قال الله جل جلاله: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ.. {21 }} [ سُورَةُ الأَحزَابِ: مِنَ الآيَةِ 21 ]، ثُمَّ مَنْ سَارَ عَلَى نَهْجِهِ إِلى يَوْمِ الدِّيْنِ.. وَقَدْ يَعْـتَرِيْ القُدْوَةَ (التَّقْصِيْرُ اليَسِيرُ) ـ لِضَعْفِهِ البَشَرِيِّ، وَانْتِفَاءِ العِصْمَةِ عَنْـهُ ـ؛ فَـ (لَا يُرَدُّ كَثِيرُ خَيْرِهِ بِنُـدْرَةِ ظَاهِرِ خَطَئِـهِ).. وَلِيَعْلَمَ الأُسْوَةُ: (أَنَّ النَّاسَ تَقْتَدِي بِأَفْعَالِهِ قَـبْلَ أَقْوَالِهِ).

قُلْتُ هَذَا؛ حَتَّى لَا يَتَعَكَّزَ (ضِعَافُ الدِّيَانَةِ!) عَلَى (بَعْضِ السَّقَطَاتِ) ـ غَيْرِ المَقْصودَةِ ـ مِنْ (بَعْضِ) المُرَبِّـيْنَ؛ لِيَجْعَلُوهَا ذَرِيْعَةً لِلطَّعْنِ فِي (دِيْنِهِم، وَأَخْلَاقِهِم، وَعِلْمِهِم)!!، وَحَتَّى نُمَيِّـزَ بَيْنَهُم وَبَـيْنَ مَنِ ارْتَضَى لِنَفْسِهِ الانْحِدَارَ ـ مُفْتَخِرًا بِهِ!! ـ، وَشَتَّانَ بَـيْنَ الأَمْرَيْنِ.

وَأَمَّا البَرِيْدُ: فَهُوَ بِمَثَابَةِ رِسَالَةٍ عَاجِلَةٍ إِلى (وَزَارَةِ التَّـرْبِيَةِ العِرَاقِيَّـةِ)، لَعَلَّ أَنْ تَجِدَ لِآذَانِهِم ـ ثُمَّ لِقُلُوبِهِم! ـ مَسْلَكًا، وَحَسْبِيَ أَنِّي قَدْ بَلَّغْتُ.. فَأَقولُ:

إِلى وَزارَةِ التَّربِيَـةِ: أَلَيسَت سَلامَـةُ أَجْيَالِنَا ـ (دِينِـيًّا، وَأَخْلَاقِـيًّا، وَعِلْمِـيًّا) ـ مُنَاطَةً بِالـمُعَلِّمِ (القُدوَةِ)؟!؛ فَكَيفَ تَتَحَقَّـقُ إِذَا كَانَ (بَعْضُ) المُعَلِّمِينَ عِنْدَهُم (وَفْرَةً!) فِي (التَّـدَنِّي الدِّينِيِّ!، وَالسُّقوطِ الأَخلاقِيِّ!، وَالضَّحالَةِ العِلْمِيَّـةِ!)؟!، أَلَا يَجِبُ مُعاقَبَـةُ هَؤلَاءِ (المُفسِدِيْنَ!)؛ لِلحِفَاظِ عَلى ما بَقِيَ مِنْ هَذِهِ الأَجْيَالِ المُنهَزِمَـةِ؟!، فَقَدْ قِيْـلَ ـ قَدِيمًا ـ: (لَا يَستَقِيمُ الظِّـلُّ وَالعُودُ أَعـوَجُ).

 

3 ـ الضَّحَالَةُ العِلْمِيَّـةُ فِي كَثِيْرٍ مِنَ المَنَاهِجِ الدِّرَاسِيَّـةِ: وَهَذِهِ مِنْ أَشَدِّ النَكَبَاتِ القَاسِيَةِ التِي طَرَأَتْ عَلَى التَّعْلِيْمِ ـ مُؤَخَّرًا! ـ؛ فَالمَنَاهِجُ الدِّرَاسِيَّـةُ المُقَرَّرَةُ هِيَ ـ فِي العُمومِ ـ مَنَاهِجُ (هَزِيْلَةٌ!) ـ لِلأَسَفِ الشَّدِيْدِ! ـ، وَلَا تَرْتَقِي لِلمُسْتَوى المَطْلوبِ (ثَقَافِيًّا، وَعَقْلِيًّا، وَعِلْمِيًّا).

وَقَدْ بَدَأَتْ (مُدِيْرِيَّـةُ المَنَاهِجِ العَامَّةِ) بِالتَّغْيِّـيْرِ (التَدْرِيجِيِّ) ـ لِكَثِـيْرٍ مِنَ المُقَرَّرَاتِ الدِّرَاسِيَّـةِ ـ فِي كُلِّ طَبـْعَةٍ سَنَوِيَّـةٍ!؛ فَظَهَرَتْ لَنَا مُقَرَّرَاتٌ عِلْمِيَّـةٌ تَفوقُ عُقُولَ النَّشْئِ الجَدِيْدِ!، وَأُخْرَى تَفْتَقِرُ إِلى الرَّأْيِّ السَّدِيْدِ!!، وَالقَوْلِ الرَّشِيْدِ!!.

وَأَرَادُوا ـ بِهَذِهِ الخُطُواتِ (المُمَنْهَجَةِ!) ـ التَّغْيِّـيرَ لِلأَفْضَلِ ـ زَعَمُوا ـ!!.. فَكَانَ حَالُـهُم كَمَنْ (أَرَادَ أَنْ يُطِبَّ زُكَامًا؛ فَأَحْدَثَ جُذَامًا)!!.

وَها هُنا (وَقْفَةٌ مُؤْلِـمَةٌ) يَحْسُنُ الوُقُوفُ عِنْدَهَا؛ فَـ (أَقولُـهَا للهِ، ثُمَّ لِلتَّـأرِيْخِ)!!..

اسْتِشْعَارًا مِنِّي لِشَرَفِ المُهِمَّةِ، وَلِعَظِيْمِ المَسْؤولِيَّةِ المُنَاطَةِ بِي ـ بِصِفَتِي مُدَرِّسٌ لِـمَادَّةِ: (التَّرْبِيَـةِ الإِسْلَامِيَّـةِ) ـ؛ قُمْتُ بَعَمَلِ (دِرَاسَةٍ مُفَصَّلَةٍ) لِكُتُبِ مَادَّةِ: (التَّرْبِيَـةِ الإِسْلَامِيَّـةِ) ـ لِـمَرَاحِلِ الثَّانَوِيَّـةِ السِّتَّـةِ ـ، وَاسْتَمَرَّتْ ـ هَذِهِ الدِّرَاسَةُ ـ قُرَابَةَ (ثَـمَانِيَـةِ أَشْهُرٍ!!)؛ حَيْثُ قُمْتُ بِالقِرَاءَةِ (الحَـرْفِيَّـةِ!.. الحِرَفَيَّـةِ!) لِكُلِّ الكُتُبِ المُقَرَّرَةِ، وَشَخَّصْتُ الأَخْطَاءَ (العِلْمِيَّـةِ، وَاللُّغَوِيَّـةِ، وَالمَنْهَجِيَّـةِ، وَالتَّـنْضِيْدِيَّـةِ) ـ بِالفِقْرَةِ، وَالسَّطْرِ، وَالكَلمَةِ!! ـ، وَكَتَبْتُ صَوَابَ كُلِّ خَطَأٍ مَعَهُ، فَتَمَّتْ فِي (ثَلَاثٍ وَخَمْسِيْنَ) صَفْحَةٍ!، مَطْبوعَةً بِتَرْتِيبٍ (عِلْمِيٍّ)، وبِتَنْسيقٍ(مُتَمَيِّـزٍ)، مَعَ عَدَدٍ مِنَ الاقْتِرَاحَاتِ المَنْهَجِيَّـةِ المُهِمَّةِ.

ثُمَّ أَرْسَلْتُهَا ـ فِي عَامِ (2015) ـ إِلى كُلِّ مَفَاصِلِ (وِزَارَةِ التَّـرْبِيَـةِ) ـ الَّتِي لَـهَا عَلَاقَةٌ بِالمَنَاهِجِ الدِّرَاسِيَّـةِ ـ، ابْتِدَاءً مِنْ (وَزِيْرِ التَّرْبِيَـةِ)، ثُمَّ (مُدِيْرِيَّـةِ المَنَاهِجِ العَامَّةِ) ـ وَالدَّائِرَةِ التَّابِعَةِ لَـهَا ـ، وَانْتِهاءً بِمُدِيْرِيَّـةِ التَّرْبِيَـةِ، وَالإِشْرَافِ.

وَتَوَالَتِ الطَّبَعَاتُ لِكُتُبِ مَادَّةِ: (التَّرْبِيَـةِ الإِسْلَامِيَّـةِ) ـ بَعْدَ ذَلِكَ ـ، وَلَكِنْ: (لَمْ يُصَحَّحْ مِنْهَا شَيْءٌ)!؛ فَكَرَّرْتُ الإِرْسَالَ مَرَّةً ثَانِيَـةً ـ فِي الأَعْوَامِ التَّالِيَـةِ ـ؛ وَتَكَرَّرَتْ مَعَهَا الخَيْبَـةُ ـ نَفْسُها! ـ.. وَكَانَتْ المَرَّةُ الثَّالِثَةُ فِي بِدَايَةِ هَذَا العَامِ ـ (2021) ـ؛ حِيْنَما زَارَ (وَزِيْرُ التَّرْبِيَـةِ) مَدْرَسَتَنَا، وَأَعْطَيْتُـهُ ذَاتَ الدِّرَاسَةِ ـ يَدًا بِيَدٍ! ـ.

وَكُلُّ هَذَا مِنْ بَابِ قَوْلِ اللهِ جل جلاله ـ عَلى لِسَانِ (مُصْلِحِي أَصْحَاب السَّبْتِ) ـ: {… مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ {164} } (سُورَةُ الأَعْرَافِ: مِنَ الآيَةِ 164 ).

وَلِأَجِلَ هَذَا: كَانَ (التَّغْيِّـيْرُ السَّلْبِيُّ) ـ لِلمَناهِجِ ـ أَثَرَهُ البَالِغَ فِي (اعْوِجَاجِ الأَفْهَامِ!، وَانْكِسَارِ الأَقْلَامِ!).

 

4 ـ قِلَّةُ عَدَدِ المَدَارِسِ: وَهِذِهِ مُشْكِلَةٌ خَطِيْرَةٌ!؛ فَالطُّلَّابُ فِي ازْدِيَادٍ مُسْتَمِرٍّ ـ عَامًا بَعْدَ عَامٍ! ـ، وَهَذَا الازْدِيَادُ وَلَّدَ لَنَا مُشْكِلَةَ (اكْتِظَاظِ الصُّفُوفِ بِالطُّلَّابِ بِشَكْلٍ لَا يَقْبَلُهُ عَقْلٌ، وَلَا يَتَقَبَّلُهُ وَاقِعٌ)، وَلَا يَخْفَى ـ عَلَى الجَمِيْعِ ـ الأَثَرُ السَّلْبِيُّ (السَّيِّءُ!) ـ عَلَى الطُّلَّابِ، وَالمُدَرِّسِيْنَ ـ فِي عَدَمِ اسْتِيْعَابِ الطُّلَّابِ الدُّرُوسَ فِي ظِلِّ هَذَا (الاكْتِظَاظِ)، وَفِي ظِلِّ (عَدَمِ وُجودِ وَسَائِلِ الرَّاحَةِ دَاخِلَ الصُّفوفِ)؛ فَالطَّالِبُ يَزْهَدُ فِي الدَّرْسِ ـ خُصُوصًا فِي فَصْلِ الصَّيْفِ ـ، وَيَتَمَنَّى أَنْ لَا يَدْخُلَ الصَّفَّ ـ أَصْلًا ـ، وَيَعِيْشُ ـ فَي الصَّفِّ ـ شَارِدَ الذِّهْنِ، مُتَلَهِّفًا لِسَمَاعِ(جَرَسِ الفُرْصَةِ)!!، فَضْلًا عَنْ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ يُؤَثِّرُ ـ ذَاتَ التَّأثِيْرِ السَّلْبِيِّ ـ عَلَى (المُدَرِّسِ) ـ أَيضًا ـ.

أَلَا يُعَدُّ هَذَا العَامِلُ سَبَبًا رَئِيْسًا لِنُفْرَةِ الطُّلَّابِ مِنَ التَّعْلِيْمِ؟!، حَتَّى أَنَّ الكَثِيْرَ مِنَ الطُّلَّابِ لَـجَؤوا إِلى التَّسْجِيْلِ فِي (المَدَارِسِ الأهْلِيَّـةِ!)، مُتَحَمِّلِيْنَ الأَعْبَاءَ المَالِيَّـةَ العَالِيَـةَ؛ لِأَجْلِ أَنَّ هَذِهِ المَدَارِسَ تُوَفِّرُ لَـهُم (وَسَائِلَ الرَّاحَةِ) اللَّازِمَةِ، فِي حِيْنَ قَصَّرَتْ (الحُكُومَاتُ المُتَعَاقِبَـةُ!) فِي تَوْفِيْرِهَا لِـمَدَارِسِهَا الرَّسْمِيَّـةِ.

 

5 ـ انْشِغَالُ الطُّلَّابِ بِالـمُلْهِيَاتِ: فَقَدْ حَادَ ـ الكَثِيْرُ مِنْهُم ـ عَنْ طَرِيْقِ (التَّمَيُّزِ، وَالتَّفَوُّقِ)، بِمَا يَظُنُّـهُ سَبِيْلًا لِذَلِكَ ـ كَالإِنْتَرْنِت، وَالجَوَّالَاتِ ـ، وَلَا يَخْفَى ـ عَلَى ذِي بَصَرٍ، وَبَصِيْرَةٍ ـ مَا لِـهَذِهِ الوَسَائِلِ مِنْ تَأثِيْرٍ سَلْبِيٍّ خَطِيْرٍ لِـ (مَنَ لَا يُحْسِنُ اسْتِخْدَامَهَا).. و(الوَاقِعُ الأَلِيْمُ) خَيْرُ شَاهِدٍ عَلَى ذَلِكَ.

وَلَو عَقَدْنَا مُقَاَرنَـةً ـ يَسِيْرَةً ـ بَيْنَ (الأَجْيَالِ القَدِيْمَةِ) ـ مِنْ جِهَةٍ ـ، وَبَيْنَ (الأَجْيَالِ المُـتَأَخِّرَةِ) ـ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى ـ؛ لَرَأَينَا أَنَّ (طُلَّابَ الأَجيالِ السَّابِقَةِ) كانوا يَتَمَيَّزونَ بِـ (قُوَّةِ الشَّخصِيَّـةِ، وَالكَفاءَةِ العِلْمِيَّـةِ، وَالنَّباهَةِ الذِّهنِيَّـةِ، وَالأَخلاقِ العَلِيَّـةِ، وَالنَّفْسِ الأَبِيَّـةِ، وَالتَّربِيَـةِ الأُسَرِيَّـةِ.. يَتَطَلَّعونَ لِلقِمَمِ، بِعَالِي الِهمَمِ)، أَمَّا (طُلَّابُ الأَجيالِ الحَالِيَّـةِ): فَـ (كَثِيرٌ) مِنْهُم (شُغِلوا بِالصَّوَارِفِ عَنِ المَعَارِفِ.. هُلامِيُّونَ، ضَائِعونَ، مَائِعونَ.. أَخْلَاقٌ دَنِيْئَـةٌ، وَأَلسِنَـةٌ بَذِيْئَـةٌ)؛ فَـ (أَينَ ثِمارُ تَهذِيبِ المَدَارِسِ)؟!، و(أَينَ مَنَارُ تَأدِيبِ المَجَالِسِ)؟!.

6 ـ الصُّحْبَـةُ السَّيِّـئَـةُ: وَهِذِه ِِلَـهَا نَتَائِجُ خَطِيْرَةٌ وَمُدَمِّرَةٌ لِلشَّبَابِ؛ فَـ (كَثِيْرٌ) مِنَ الطُّلَّابِ يُخَالِطُ (الصَّالِحَ، وَالطَّالِحَ) ـ بِحُكْمِ الضَّرُوْرَةِ!، وَالزَّمَالَةِ! ـ، وَلَكِنَّهُ لَا يَأنَسُ بِـ (أَهْلِ الصَّلَاحِ، وَالمُرُوْءَةِ).. و(بَعْضُهُم) لَا يَتَشَرَّفُ إِلَّا بِصُحْبَـةِ (الطَّالِحِ)!!، وَلَا يَأبَهُ بِـ (نُقْصَانِ دِيْنِهِ)!!، وَلَا بِـ (تَدْنِيْسِ سُمْعَتِهِ)!!، وَلَا بِـ (ذَهَابِ مُسْتَقْبَلِهِ)!!، وَهَذَا لَهُ تَأثِيْـرٌ وَاضِحٌ عَلَى انْحِرَافِ (الكَثِـيْرِ) مِنَ الطُّلَّابِ عَنْ طَرِيْقِ (التَّوْفِيْقِ، وَالتَّفَوُّقِ،وَالتَّمَيُّزِ).

وَلِبَيَانِ أَثَرِ كِلَا الصَّاحِبَـيْنِ؛ نُذَكِّرُ بِحَدِيْثِ رَسُولِ اللهِ صل الله عليه و سلم القَائِلِ: [إِنَّـمَا مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ، وَالجَلِيسِ السَّوْءِ، كَـ (حَامِلِ المِسْكِ، وَنَافِخِ الكِيرِ)، فَحَامِلُ المِسْكِ: إِمَّا أَنْ يُحْـذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْـتَاعَ مِنْـهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْـهُ رِيحًا طَيِّبَـةً، وَنَافِخُ الكِيرِ: إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَـكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَـةً] [ رَواهُ البُخارِيُّ وَمُسْلِمٌ، وَاللَّفْظُ لِـمُسْلِم ]. [(الكِيرُ): جِلْدٌ يَنْفُخُ فِيهِ الحَدَّادُ على النَّارِ. (يُحْذِيكَ): يُتْحِفُكَ. (تَبْتاعُ): تَشْتَرِي].

فَلَا بُدَّ ـ إِذَنْ ـ مِنَ (انْتِقَاءِ الجُلَّاسِ) ـ مَخَافَةَ الضَّرَرِ ـ؛ فَـ (لَيسَ المِسْكُ كَمُسْتَخْبَثِ الشَّرَرِ)..

فَوَاقِعُ (كَثيرٍ) مِن طُلَّابِنَا ـ اليَوْمَ ـ (مُقلِقٌ، وَلا يُسِرُّ)؛فَقَدْ أَضَاعوا خُطَا أَسْلَافِـهِم؛ فَضَاعَتْ بُوصِلَـةُ أَهْدَافِـهِم.. مُنهَزِمونَ نَفْسِيًّا؛ يَـرَونَ الاسْتِقَامَـةَ قَـزَامَـةً!!.. مُتَرَنِّحونَ بَينَ (الشُّبُهَاتِ)، مُـتَـوَحِّلونَ فِي(الشَّهَوَاتِ).. حَتَّى فِي (الحُبِّ!) مَقَايِيسُهُم مَغلوطَـةٌ!؛ فَيَحسَبونَ افتِخَارَهُم بِـ (المُعاكَسَاتِ!، وَالشُّذوذِ!) رُجولَـةً!، وَبُطولَـةً!.. وَاللهُ المُسْتَعَانُ.

 

7 ـ رُوحُ الانْهِزَامِيَّـةِ عِنْدَ (الكَثِيْرِ) مِنَ الطُّـلَّابِ: وَأَسبَابُ ذَلِكَ هِيَ ـ بِرَأيي ـ:

أَوَّلًا: ضَعْفُ التَّـوَكُّلِ عَلَى اللهِ-جل جلاله- .

ثَانِيًا: انْعِدَامُ الثِّقَـةِ بِالنَّفْسِ.

ثَالِثًا: الخَوْفُ ـ غَيْرُ المُسَوَّغِ ـ مِنْ عَدَمِ بُلُوغِ (قِمَّـةِ التَّفَوُّقِ)، وَهَذَا يُعْتَبَرُ مِنْ أَسْوَءِ (العَوَامِلِ النَّـفْسِيَّةِ) تَأثِيْرًا فِي الطُّلَّابِ.

وَهُنَا لَا بُدَّ أَنْ يَبْرُزَ دَوْرُ (المُرَبِي النَّاجِحِ) فِي إِذْكَاءِ (المَفَاهِيْمِ الشَّرْعِيَّةِ) فِي قُلُوبِ الطُّلَّابِ، مِنْ (وُجوبِ حُسْنِ التَّوَكُّلِ عَلَى اللهِ-جل جلاله- )، وَضَرورَةِ بَذْلِ قُصَارَى الجُهْدِ لإِتْقَانِ أَسْبَابِ التَّفَوُّقِ، وَأَنَّ اللهَ جل جلاله لَنْ يُخَيِّبَ عَبْدًا لَـجَأَ إِلَـيْهِ، وَتَوَكَّلَ عَلَـيْهِ.

 

8 ـ الضُّغُوطُ مِنْ قِبَلِ (بَعْضِ) أَوْلِيَاءِ أُمورِ الطُّلَّابِ عَلَى أَبنَائِهِم؛ وَمِنْ ذَلِكَ:

أَوَّلًا: تَحْمِيْلُ الآبَاءِ أَبنَائَهم مَا لَا يُطِيْقُونَ ـ عَقْلًا، وَعِلْمًا، وَصَبْرًا ـ؛ فَعَلَى سَبِيْلِ المِثَالِ ـ لَا الحَصْرِ ـ: نَجِدُ (بَعْضَ) أَوْلِيَاءِ الأُمُورِ يُجْبِرُ ابْنَهُ أَوْ ابْنَتَهُ عَلَى دُخولِ فَرْعٍ لَا يُنَاسِبُهُ، فَيُجْبِرُهُ عَلَى دُخُولِ (الفَرْعِ العِلْمِيِّ) ـ طَلَبًا لِلسُّمْعَةِ!، أَوْ أَنَّ الأَبَ يَتَمَنَّى ذَلِكَ!!ـ، مُتَجَاهِلًا قُدُرَاتِ ابْنِهِ أَوْ ابْنَتِهِ ـ (العَقْلِيَّـةِ، وَالعِلْمِيَّـةِ)!؛ فَيَدْخُلُ الابْنُ أَوْ البِنْتُ هَذَا المُعْتَرَكَ؛ وَسُرْعَانَ مَا تَظْهَرُ عَلَامَاتُ الانْتِكَاسِ، فِي وَقْتٍ لَا رَجْعَةَ فِيْهِ!!.

ثَانِيًا: عَدَمُ تَـهْيِّـئَةِ وَسَائِلِ النَّجَاحِ (النَّـفْسِيَّـةِ) لِأَبنَائِهِم، وَإِهْمَالِـهِم، وَالانْشِغَالِ عَنْهُم، وَعَدَمِ سَمَاعِ مَشَاكِلِهِم، وَتَرْكِهِم يَتَرَنَّحونَ كَسَعْفَةٍ تُكَفْكِفُهَا الرِّيْحُ؛ فَالأَبنَاءُ يَتَأَمَّلونَ ـ مِنْ آبَائِهِم ـ (قَلْبًا حَانِيًا، وَرَأيًا سَدِيْدًا)؛ حَتَّى يَتَجَاوَزوا العَقَبَاتِ الَّتِي يَمُرُّونَ عَلَيْهَا فِي طَرِيْقِ التَّعَلُّمِ، وَالتَّمَيُّزِ.

 

 9 ـ القَرَارَاتُ غَيْرُ الصَّائِبَـةِ لِـ (وَزَارَةِ التَّرْبِيَـةِ) ـ وَهِيَ كَثِيرَة! ـ: فَهُنَاكَ قَرَارَاتٌ تَصْدُرُ مِنْ (وَزَارَةِ التَّرْبِيَـةِ)، وَهِيَ ـ مِنْ حَيْثُ التَّـنْظِيْرِ، وَالتَّطْبِيْقِ ـ لَا تَرْقَى لِلْمُسْتَوَى المَطْلُوبِ ـ وَاقِعًا ـ!!؛ فَهِيَ لَا تَصُبُّ فِي خِدْمَةِ (العَمَلِيَّـةِ التَّرْبَوِيَّـةِ)، وَلَا فِي مَصْلَحَةِ (التَّـرْبَويِّـيْنَ)، وَلَا فِي فَائِدَةِ (الطُّلَّابِ).

وَمِنْ تِلْكَ القَرَارَاتِ ـ عَلَى سَبِيْلِ المِثَالِ ـ:

أَوَّلًا: قَرَارُ دُخُولِ الامْتِحَانِ الوِزَارِيِّ؛ فَفِي (السَّابِقِ) كَانَ دُخولُ الطَّالِبِ فِي (دَرْسَيْنِ، وَخَمْسِ دَرَجَاتٍ)، وَكَانَ الطُّلَّابُ يَحْسِبونَ ـ لِـهَذَا الأَمْرِ ـ حِسَابًا؛ فَيَجْتَهِدُونَ حَتَّى يَبْلُغوا قِمَّةَ التَّفَوُّقِ.. أَمَّا (اليَوْمَ!): فَأَصْبَحَ الدُّخولُ فِي (ثَلَاثَةِ دُروسٍ، وَعَشْرِ دَرَجَاتٍ!!)، مِـمَّا جَعَلَ (بَعْضَ) الطُّلَّابِ يَتَّكِلُ عَلَى هَذَا القَرَارِ، وَيَبْدَأُ يُخَطِّطُ ـ مُنْذُ بِدَايَةِ العَامِ الدِّرَاسِيِّ! ـ فَي (التَّضْحِيَـةِ!) بِثَلَاثَةِ دُروسٍ ـ عَلَى أَقَلِّ تَقْدِيْرٍ ـ، وَلَا يُعِيْرُ لَـهَا اهْتِمَامًا، وَيَصُبُّ كُلَّ اهْتِمَامِهِ عَلَى ثَلَاثَةِ دُروسٍ ـ أَو أرْبَعَةِ ـ!!؛ فَمِنَ الطَّبِيْعِيِّ ـ جِدًّا ـ إِذَا دَخَلَ الطَّالِبُ الامتِحَانَاتِ الوِزَارِيَّـةِ؛ فَإِنَّـهُ سَيَفْشَلُ ـ أَو يَتَدَنَّى مُسْتَواهُ ـ، وَتَكونُ نِسَبُ النَّجَاحِ مُتَدَنِّيَـةً، وَغَيْرَ مَرْضِيَّـةٍ

ثَانِيًا: قَرَارُ عَدَمِ اسْتِعْمَالِ العُقُوبَةِ (التَّـأدِيبِيَّـةِ المُنْضَبِطَةِ) ـ لِلطُّلَّابِ ـ!، بَلْ: وَمَنَعوا ـ أَيْضًا ـ حَتَّى (العُقوبَةِ المَعْنَوِيَّـةِ المَبْنِيَّـةِ عَلى الزَّجْرِ وَالتَّأنِيْبِ!)؛ مُرَاعَاةً لِـمَشَاعِرِهِم، وَنَفْسِيَّاتِهِم!!

ثَالِثًا: قَرَارَاتُ (إِغْدَاقِ الدَّرَجَاتِ لِلطُّلَّابِ!) ـ تَحْتَ مُخْتَلَفِ المُسَمَّيَاتِ ـ؛ وَالغَايَةُ ـ العَامَّةُ ـ مِنْ ذَلِكَ: (مُسَاعَدَتُهِم!)؛ فَتَسَاوَى الطَّالِبُ المُجِدُّ مَعَ الطَّالِبِ غَيْرِ المُجِدِّ.. وَكُلُّ ذَلِكَ ـ وَغَيْرُهُ الكَثِيْـرُ! ـ تَحْتَ مُسَمَّى: (مَصْلَحَةُ الطَّالِبِ فَوْقَ الجَمِيْعِ!)، وَلَا يَعْلَمونَ أَنَّهُمْ ـ بِتِلْكَ القَرَارَاتِ غَيْرِ المَسْؤولَةِ! ـ كَانوا سَبَبًا فِي هَدْمِ صَرْحِ(العَمَلِيَّـةِ التَّرْبَوِيَّـةِ)، وَأَنَّهُم أَضَرُّوا مِنْ حَيْثُ أَنَّهُم (تَوَهَّموا) الإِصْلَاحَ، وَاللهُ المُسْتَعَانُ.

وَهَذِهِ القَرَارَات ـ وَغَيرها ـ جَرَّأَتْ (الكَثِيْرَ) مِنَ الطُّلَّابِ عَلَى (أَسَاتِيْذِهِم)، وَالاسْتِهَانَةِ بِبَعْضِ المَوَادِ الدِّرَاسِيَّـةِ.

خِتَامًا: نَسْأَلُ اللهَ -جل جلاله- أَنْ يُصْلِحَ حَالَنَا، وَأَنْ يَرُدَّنَا إِلَيْهِ رَدًّا جَمِيْلًا، وَأَنْ يُوَلِّيَ عَلَيْنَا خِيَارَنَا، وَيُبْرِمَ لَنَا أَمْرَ خَيْرٍ، نُعَزُّ فِيْهِ وَلَا نُذَلُّ.. اللَّهُمَّ آمِينَ.

بكر آل مهدي

اقرأ أيضًا:

هل المرأة عورة؟!

وجهة نظر: بين القدوة والشهرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى